نفر: خرج للجهاد .
الفرقة: الجماعة الكثيرة .
الطائفة: الجماعة القليلة .
تفقّه: تعلم أمور دينه .
هنا يبين الله تعالى بقية أحكام الجهاد مع بيان حكم التعلم والتفقه في الدين ،لأن دين الإسلام قامَ على العلم والحجة والبرهان .
قال ابن عباس: لما أنزل الله تعالى عيوب المنافقين لتخلفهم عن الجهاد ،قال المؤمنون: واللهِ لا نتخلّف عن غزوة يغزوها رسول الله ،ولا سرية أبدا .فلما أمر الرسولُ الكريم بالجهادَ نَفَرَ المسلمون جميعا وتركوا رسول الله وحده بالمدينة ،فأنزل الله تعالى هذه الآية .
{وَمَا كَانَ المؤمنون لِيَنفِرُواْ كَآفَّةً} .
ليس من شأن المؤمنين أن يخرجوا جميعاً في كل سريةٍ تخرجُ للجهاد ،إلا إذا اقتضى الأمر وخرجَ الرسولُ بنفسه أو استنفر الناس جميعاً .
{فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدين وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رجعوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ} .
إن هناك واجباتٍ أخرى مهمة غير الجهاد يجب على المؤمنين أن يقوموا بها ،وذلك أن ينفِرَ من كل بلد أو قبيلة جماعة يأتون إلى رسول الله ليتفقّهوا في الدين ثم يعودوا إلى قومهم فيرشدوهم ويعلّموهم ليثبتَ هؤلاء على الحق ،ويعلموا الباطل فيجتنبوه .