قوله تعالى:{إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ شَاكِراً لأنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} .
أثنى الله جل وعلا في هاتين الآيتين الكريمتين على نبيه إبراهيم عليه وعلى نبينا الصَّلاة والسلام: بأنه أمة ،أي: إمام مقتدى به ،يعلم الناس الخير .كما قال تعالى:{إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا} [ البقرة: 124] ،وأنه قانت لله ،أي: مطيع له .وأنه لم يكن من المشركين ،وأنه شاكر لأنعم الله ،وأن الله اجتباه ،أي اختاره واصطفاه .وأنه هداه إلى صراط مستقيم .
وكرر هذا الثناء عليه في مواضع أخر ،كقوله:{وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى} [ النجم: 37] ،وقوله:{وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا} [ البقرة: 124] ،وقوله:{وَلَقَدْ ءَاتَيْنَآ إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِن قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ} [ الأنبياء: 51] ،وقوله:{وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ} [ الأنعام: 57] ،وقوله عنه:{إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ حَنِيفاً وَمَآ أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [ الأنعام: 79] ،وقوله:{مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلاَ نَصْرَانِيًّا وَلَكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [ آل عمران: 67] ،وقوله:{وَإِنَّ مِن شِيعَتِهِ لإِبْرَاهِيمَ إِذْ جَآءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} [ الصافات: 83-84] ،إلى غير ذلك من الآيات الكثيرة في الثناء عليه .
وقد قدمنا معاني «الأمة » في القرآن .