قوله تعالى:{لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَبْتَغُواْ فَضْلاً مِّن رَّبِّكُمْ} .
لم يبيّن هنا ما هذا الفضل الذي لا جناح في ابتغائه أثناء الحج .وأشار في آيات أُخر إلى أنه ربح التجارة كقوله:{و آخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله} ؛لأن الضرب في الأرض عبارة عن السفر للتجارة ،فمعنى الآية: يسافرون يطلبون ربح التجارة .وقوله تعالى:{فَإِذَا قُضِيَتِ الصلاة فَانتَشِرُواْ في الأرض وَابْتَغُواْ مِن فَضْلِ اللَّهِ} ،أي: بالبيع والتجارة ،بدليل قوله قبله:{وَذَرُواْ الْبَيْعَ} ،أي: فإذا انقضت صلاة الجمعة فاطلبوا الربح الذي كان محرمًا عليكم عند النداء لها .
وقد قدّمنا في ترجمة هذا الكتاب أن غلبة إرادة المعنى المعين في القرآن تدلّ على أنه المراد ؛لأن الحمل على الغالب أولى ،ولا خلاف بين العلماء في أن المراد بالفضل المذكور في الآية ربح التجارة ،كما ذكرنا