قوله تعالى:{إِن تَكْفُرُواْ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِىٌّ عَنكُمْ} .
قد بين جل وعلا ،في هذه الآية الكريمة ،أنه غني عن خلقه الغنى المطلق ،وأنه لا يضره كفرهم به ،والآيات الموضحة لهذا المعنى كثيرة ،كقوله تعالى{وَقَالَ مُوسَى إِن تَكْفُرُواْ أَنتُمْ وَمَن في الأرض جَمِيعًا فَإِنَّ اللَّهَ لَغَنِىٌّ حَمِيدٌ} [ إبراهيم: 8] وقوله تعالى:{فَكَفَرُواْ وَتَوَلَّواْ وَّاسْتَغْنَى اللَّهُ وَاللَّهُ غَنِىٌّ حَمِيدٌ} [ التغابن: 6] ،وقوله تعالى:{قَالُواْ اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَداً سُبْحَانَهُ هُوَ الْغَنِيُّ} [ يونس: 68] الآية .وقوله تعالى:{يا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَآءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِىُّ الْحَمِيدُ} [ فاطر: 15] وقوله تعالى:{نَّفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِىُّ وَأَنتُمُ الفقراء} [ محمد صلى الله عليه وسلم: 38] ،وقد أوضحنا هذا بالآيات في مواضع متعددة من هذا الكتاب المبارك .
قوله تعالى:{وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَّرْجِعُكُمْ} الآية .
قد قدمنا إيضاحه مع إزالة الإشكال ،والجواب عن الأسئلة الواردة ،على تلك الآيات في سورة بني إسرائيل ،في الكلام على قوله تعالى:{وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً [ الإسراء: 15] ،وأوضحنا ذلك ،مع إزالة الإشكال في بعض الآيات ،في سورة النحل ،في الكلام على قوله تعالى:{لِيَحْمِلُواْ أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ} [ النحل: 25] الآية .