ثم قال:{ قل إن تخفوا ما في صدوركم أو تبدوه يعلمه الله ويعلم ما في السموات وما في الأرض} والمراد بما في الصدور ما في القلوب من الانشراح والميل للكفر أو الكره له والنفور منه ، فهو كقوله تعالى في الآية التي ذكرت آنفا:{ إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان لكن من شرح بالكفر صدرا} إلخ أي لأنه سبحانه يعلم ما تنطوي عليه نفوسكم وما تختلج به قلوبكم إذ توالون الكافرين أو توادونهم وإذ تتقون منهم ما تتقون فإن كان ذلك بميل إلى الكفر جازاك عليه وإن كانت قلوبكم مطمئنة بالإيمان غفر لكم ولم يؤاخذكم على عمل لا جناية فيه على دينكم ولا إيذاء لأهله فهو يجازيك على حسب علمه المحيط بما في السموات والأرض لأنه الخالق لما في السموات والأرض"ألا يعلم من خلق ".وهذا كالدليل على علمه بما في صدورهم لأنه عام ودليله ظاهر في النظام العام{ والله على كل شيء قدير} فلا يمكن أن يتفلت من قدرته أحد ولا أن يعجزه شيء وهذا كالشرح لقوله{ ويحذركم الله نفسه} .