/م70
{ وإن يريدوا خيانتك} بما يظهر بعضهم من الميل إلى الإسلام ، أو دعوى إبطال الإيمان ، أو الرغبة عن قتال المسلمين من بعدوهذا مما اعتيد من البشر في مثل تلك الحال ، فلا تخف ما عسى أن يكون من خيانتهم وعودتهم إلى القتال ،{ فقد خانوا الله من قبل} باتخاذ الأنداد والشركاء ، وبعد ذلك من الكفر بنعمه ثم برسوله ، وقال بعض المفسرين إن خيانتهم لله تعالى هي ما كان من نقضهم لميثاقه الذي أخذه على البشر بما ركب فيهم من العقل وما أقامه على وحدانيته من الدلائل العقلية والكونية على الوجه الذي تقدم بيانه في آية أخذه تعالى الميثاق على بني آدم من سورة الأعراف فتراجع ( في ج 9 تفسير ) .
{ فأمكن منهم} الإمكان من الشيء والتمكين منه واحد ، أي فمكنك أنت وأصحابك منهم ، بنصره إياك عليهم ببدر على التفاوت العظيم بين قوتك وقوتهم ، وعدد أصحابك وعددهم ، وكذلك يمكنك ممن يخونك من بعد ، كما مكنك ممن خانه من قبل{ والله عليم حكيم} أي عليم بما سيكون من أمرهم ، حكيم في نصر المؤمنين وإظهارهم عليهم .
/خ71