/م25
{ ثم يتوب الله من بعد ذلك على من يشاء والله غفور رحيم} ثم يتوب الله تعالى بعد هذا التعذيب الذي يكون في الدنيا على من يشاء من الكافرين فيهديهم إلى الإسلام ، وهم الذين لم تحط بهم خطيئات جهالة الشرك وخرافاته من جميع جوانب أنفسهم ، ولم يختم على قلوبهم بالإصرار على الجحود والتكذيب ، أو الجمود على ما ألفوا بمحض التقليد ، والله غفور لمن يتوب عن الشرك والمعاصي ، رحيم بهم .ونكتة التعبير عن هذه التوبة ، وما يتلوها من المغفرة والرحمة ، بصيغة الفعل المستقبل «يتوب » إعلام المؤمنين بأن ما وقع في حنين من إيمان أكثر من بقي من الذين غلبوا وعذبوا بنصر المؤمنين عليهم ، سيقع مثله لكل الذين يقدمون على قتال المؤمنين بعد عودة حال الحرب بينهم ، فإن من سنة الله في الاجتماع البشري أن يميز الخبيث من الطيب بمثل ذلك .وما من حرب من حروب المسلمين الدينية الصحيحة إلا وكان عاقبتها كذلك .ولما صار الإسلام جنسية ، وحروب أهله أهواء دنيوية فقدوا ذلك .
/خ27