يخبر تعالى عن [ خليله] إبراهيم ، عليه السلام ، أنه لما ذهب عنه الروع ، وهو ما أوجس من الملائكة خيفة ، حين لم يأكلوا ، وبشروه بعد ذلك بالولد [ وطابت نفسه] وأخبروه بهلاك قوم لوط ، أخذ يقول كما قال [ عنه] سعيد بن جبير في الآية قال:لما جاءه جبريل ومن معه ، قالوا له ( إنا مهلكو أهل هذه القرية ) [ إن أهلها كانوا ظالمين] ) [ العنكبوت:31] ، قال لهم [ إبراهيم] أتهلكون قرية فيها ثلاثمائة مؤمن ؟ قالوا:لا . قال:أفتهلكون قرية فيها مائتا مؤمن ؟ قالوا:لا . قال:أفتهلكون قرية فيها أربعون مؤمنا ؟ قالوا:لا . قال:ثلاثون ؟ قالوا لا حتى بلغ خمسة قالوا:لا . قال:أرأيتكم إن كان فيها رجل واحد مسلم أتهلكونها ؟ قالوا:لا . فقال إبراهيم عليه السلام عند ذلك:( إن فيها لوطا قالوا نحن أعلم بمن فيها لننجينه وأهله إلا امرأته ) الآية [ العنكبوت:32] ، فسكت عنهم واطمأنت نفسه .
وقال قتادة وغيره قريبا من هذا ، زاد ابن إسحاق:أفرأيتم إن كان فيها مؤمن واحد ؟ قالوا:لا . قال:فإن كان فيها لوط يدفع به عنهم العذاب ، قالوا:( نحن أعلم بمن فيها [ لننجينه وأهله إلا امرأته كانت من الغابرين] ) [ العنكبوت:32] .