التّفسير
رأينا في الآيات السابقة أنّ إِبراهيم عرف فوراً أنّ أضيافه الجدد لم يكونوا أفراداً خطرين أو يخشى منهم ،بل كانوا ( رسل الله ) على حد تعبيرهم ،ليؤدوا وظيفتهم التي أُمروا بها في قوم لوط .
ولمّا ذهب الهلع والخوف عن إِبراهيم من أُولئك الأضياف ،ومن ناحية أُخرى فقد بشروه بالوليد السعيد ،شرع فوراً بالتفكير في قوم لوط الذين أُرسل إِليهم هؤلاء الرُسل «الملائكة » فأخذ يجادلهم ويتحدث معهم في أمرهم ( فلمّا ذهب عن إِبراهيم الروع وجاءته البشرى يجادلنا في قوم لوط ){[1796]} .
وهنا يمكن أن ينقدح هذا السؤال ،وهو: لِمَ تباحث إِبراهيم( عليه السلام ) مع رسل الله وجادلهم في قوم آثمين ظالمينكقوم لوطوقد أُمروا بتدميرهم ،في حين أنّ هذا العمل لا يتناسب مع نبيّخاصّة إذا كان إِبراهيم( عليه السلام ) في عظمته وشأنه ؟