ينبه تعالى على أنه خلق جميع الناس من آدم ، عليه السلام ، وأنه خلق منه زوجه حواء ، ثم انتشر الناس منهما ، كما قال تعالى:( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم ) [ الحجرات:13] وقال تعالى:( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها [ وبث منهما رجالا كثيرا ونساء] ) الآية [ النساء:1] .
وقال في هذه الآية الكريمة:( وجعل منها زوجها ليسكن إليها ) أي:ليألفها ويسكن بها ، كما قال تعالى:( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة ) [ الروم:21] فلا ألفة بين زوجين أعظم مما بين الزوجين ; ولهذا ذكر تعالى أن الساحر ربما توصل بكيده إلى التفرقة بين المرء وزوجه .
( فلما تغشاها ) أي:وطئها ( حملت حملا خفيفا ) وذلك أول الحمل ، لا تجد المرأة له ألما ، إنما هي النطفة ، ثم العلقة ، ثم المضغة .
وقوله:( فمرت به ) قال مجاهد:استمرت بحمله . وروي عن الحسن ، وإبراهيم النخعي ، والسدي ، نحوه .
وقال ميمون بن مهران:عن أبيه استخفته .
وقال أيوب:سألت الحسن عن قوله:( فمرت به ) قال:لو كنت رجلا عربيا لعرفت ما هي . إنما هي:فاستمرت به .
وقال قتادة:( فمرت به ) واستبان حملها .
وقال ابن جرير:[ معناه] استمرت بالماء ، قامت به وقعدت .
وقال العوفي ، عن ابن عباس:استمرت به ، فشكت:أحملت أم لا .
( فلما أثقلت ) أي:صارت ذات ثقل بحملها .
وقال السدي:كبر الولد في بطنها .
( دعوا الله ربهما لئن آتيتنا صالحا ) أي:بشرا سويا ، كما قال الضحاك ، عن ابن عباس:أشفقا أن يكون بهيمة .
وكذلك قال أبو البختري وأبو مالك:أشفقا ألا يكون إنسانا .
وقال الحسن البصري:لئن آتيتنا غلاما .
( لنكونن من الشاكرين .