قوله تعالى : { قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ } ؛ قال مجاهد : " على طبيعته " . وقيل : " على عادته التي ألِفَها " . وفيه تحذير من إلْفِ الفساد والمساكنة إليه فيستمر عليه . وقيل : " على أخلاقه " . قال أبو بكر : شاكلته ما يشاكله ويليق به ويشبهه ، فالذي يشاكل الخَيِّرَ من الناس الخير والصلاح والذي يشاكل الشرير الشرّ والفساد ، وهو كقوله : { الخبيثات للخبيثين } [ النور : 26 ] يعني : الخبيثات من الكلام للخبيثين من الناس ، { والطيبات للطيبين } [ النور : 26 ] يعني : الطيبات من الكلام للطيبين من الناس . ويروى أن عيسى عليه السلام مرَّ بقوم فكلموه بكلام قبيح ورد عليهم ردّاً حسناً ، فقيل له في ذلك ، فقال : " إنما ينفق كل إنسان ما عنده " .