قوله تعالى : { ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ مِنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ } إلى { الظّالِمِينَ } . قوله : { ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ } بَدَلٌ من قوله : { حَمُولَةً وفَرْشاً } لدخوله في الإنشاء ، كأنه قال : أنشأ ثمانية أزواج ، فكل واحد من الأصناف الأربعة من ذكورها وإناثها يسمى زوجاً ، ويقال للاثنين زوج أيضاً كما يقال للواحد خصم وللاثنين خصم ، فأخبر الله تعالى أنه أحل لعباده هذه الأزواج الثمانية وأن المشركين حرّموا منها ما حرّموا من البَحِيرَة والسائبة والوَصِيلَة والحامي وما جعلوه لشركائهم على ما بيّنه قبل ذلك بغير حجة ولا برهان ليضلوا الناس بغير علم ، فقال : { نَبِّئُونِي بِعِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ } ثم قال : { أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ وَصَّاكُمُ الله بِهَذَا } لأن طريق العلم إما المشاهدة أو الدليل الذي يشترك العقلاء في إدراك الحق به ، فبان بعجزهم عن إقامة الدلالة من أحد هذين الوجهين بطلان قولهم في تحريم ما حرموا من ذلك .