قوله تعالى : { أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ } . قد قيل إن العجلة التقدم بالشيء قبل وقته ، والسرعة عمله في أول أوقاته ؛ ولذلك صارت العجلة مذمومة . وقد يكون تعجيل الشيء في وقته ، كما رُوي : " أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعجل الظهر في الشتاء ويبرد بها في الصيف " .
وقوله تعالى : { وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ } ، كان على وجه المعاتبة لا على وجه الإهانة ؛ ولأن مثل هذه الأفعال تختلف أحكامها بالعادة ، فلم تكن للعادة حينئذ فعله على وجه الإهانة . وقيل : إنه بمنزلة قَبْضِ الرجل منّا عند غضبه على لحيته وعضّه على شفته وإبهامه .