قوله تعالى : { لَقَدِ ابْتَغُوا الفِتْنَةَ مِنْ قَبْلُ } ، يعني طلبوا الفتنة ، وهي ههنا الاختلاف الموجب للفرقة بعد الألفة .
وقوله تعالى : { وَقَلَّبُوا لَكَ الأُمُورَ } ، يعني به تصريف الأمور وتقليبها ظهراً لبطن طلباً لوجه الحيلة والمكيدة في إطفاء نوره وإبطال أمره ، فأبَى الله تعالى إلا إظهار دينه وإعزاز نبيه وعَصَمَهُ من كيدهم وحيلهم .
قوله تعالى : { وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلا تَفْتِنِّي } . قال ابن عباس ومجاهد : " نزلت في الجدّ بن قيس قال ائذن لي ولا تفتني ببنات بني الأصفر فإني مستهتر بالنساء ؛ وكان ذلك حين دعاهم النبي صلى الله عليه وسلم إلى غزاة تَبُوكَ " وقال الحسن وقتادة وأبو عبيدة : " لا تؤثمني بالعصيان في المخالفة التي توجب الفرقة " .