قوله تعالى : { فَإنَ تَابُوا وأَقَامُوا الصَّلاَة وآتُوا الزَّكَاةَ فإخوَانُكُم في الدّينَ } ، الآية :[ 11 ] :
هذا فيه تأمل ، فإنا إن جعلنا لإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة على مذهب الشافعي أثراً في تخلية سبيلهم ، فليس لهما اختصاص أصلاً بكون مقيمهما أخاً لنا في الدين ، فإن مجرد الإسلام كافٍ في هذا المعنى ، ولا وجه له ، إلا أن ذكرهما يدل على ما عداهما .
فإن الصلاة هي الوظيفة الكبرى المختصة بديننا وشرعنا ، والزكاة هي الوظيفة الشاقة على المكلفين ؛ وما كانت لهم عادة بهما . فأبان أن الدخول فيهما دخول فيما سواهما ، وأبان أنه وإن تمسك بالكفر دهراً طويلاً فإذا تاب صار في الحال بمثابة من كان معنا دهراً طويلاً على الإسلام ، حتى يجب علينا نصرته وموالاته .