قوله تعالى : { كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِنْدَ اللهِ وعِنْدَ رَسُولِهِ إلاَّ الّذِين عَاهَدْتُم } ، الآية{[1387]} :
يدل على أن من نفى أن يكون له عهد ، إنما نفاه من حيث لم يستتم ، بل غدر سراً أو جهراً ، أو خيف منه الغدر ، وذكر الشرك ذكر الباعث على الغدر ثم قال : { إلاَّ الّذيِن عَاهَدتُم عِندَ الْمَسجِدِ الحَرَامِ{[1388]} } ، فإنه لم يظهر منهم غدر ، { فَمَا استَقَامُوا لَكُمْ فاستَقِيمُوا لَهُمْ{[1389]} } .
وهذا يدل على أن من نقض عهده فإنما نقضه لمكان الغدر وتوقع الجناية ، وإلا فلو استوى المستثنى والمستثنى منه في الاستقامة والوفاء لاستويا في وجوب الوفاء .