قوله تعالى : { وهو الذي سخر البحر لتأكلوا منه لحما طريا } إلى قوله : { ولعلكم تشكرون } :
وقد مر الكلام {[9525]} على جميع أحكام هذه الآية إلا قوله تعالى : { وتستخرجوا منه حلية تلبسونها } . يريد بالحلية الجوهر والمرجان والصدف والصوف {[9526]} البحري ونحو ذلك مما يخرج من البحر ، فأباح لباسها . وقد اتفق أهل العلم على إباحة التحلي بالجوهر للنساء بدليل هذه الآية لأنه تعالى قال : { تلبسونها } فأباح لباسها ، والجوهر من جملة ذلك ، ودليل آخر غير الآية . واختلفوا في إباحة ذلك للرجال بالآية يستدل على إباحته . وقد احتج بهذه الآية أبو يوسف ومحمد والشافعي فيمن {[9527]} حلف لا يلبس حليا فلبس لؤلؤا فإنه يحنث بتسمية الله تعالى إياها حليا . وأبو حنيفة لا يرى ذلك لأن الحلي إذا أطلق لا يفهم منه {[9528]} في المتعارف {[9529]} اللؤلؤ . وذلك مكابرة منه .