24 – قوله تعالى : { فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة أعدت للكافرين } |البقرة : 24| .
في هذا دليل صحيح أن النار مخلوقة بعد ، ورد على من قال إنها لم تخلق حتى الآن ، وهو قول بعض المعتزلة ، وسقط فيه منذر بن سعيد{[52]} .
وكذلك قوله تعالى في الجنة في موضع آخر : { أعدت للمتقين } |آل عمران : 133| دليل على أن الجنة مخلوقة الآن خلافا لمن قال فيها مثل قوله في النار{[53]} . ودليل خطاب هذه الآية { أعدت للكافرين } أن العصاة لم تعد لهم النار ، لكنه دليل لم يقل به أحد . واختلف في تأويله فقال بعضهم : هذه النار التي وقودها الناس والحجارة ، هي نار الكافرين خاصة ونار العصاة غيرها . وقال الجمهور : بل الإشارة إلى جميع النار لا إلى نار مخصوصة ، وإنما خص الكافرون بالذكر ليحصل المخاطبون في الوعيد إن فعلهم كفر ، فكأنه قال : أعدت لمن فعل فعلكم وذلك ليس يقتضي ذلك أنه لا يدخلها غيرهم .