25 – قوله تعالى : { وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات } |البقرة : 25| .
قال أبو الحسن علي بن محمد{[54]} : هو دليل على أنه هو أول مبلغ إليهم . وقال العلماء : إذا قال : أي عبد بشرني بولادة فلانة فهو حر أن الأول من المبشرين هو المعتق دون الثاني ، لأن البشارة حصلت بخبره دون غيره . وهو ما يحصل به الاستبشار ويتبين على بشرة الوجه ولو قال : أي عبد أخبرني بولادتها اعتق الثاني مثل الأول ، ولذلك يقال : ظهرت تباشير الأمر لأوائله . ولا تطلق البشارة في الشر إلا مجازا . وقيل : هو عام فيما يسر ويغم{[55]} ، لأن أصله فيما يظهر أولا في بشرة الوجه من سرور أو غم ، إلا أنه أكثر فيما يسر ، فصار الإطلاق أخص به منه بالشر . وذكر غيره في البشارة أنها لا تقال في الشر إلا مقيدة{[56]} ، كقوله : { فبشرهم بعذاب أليم } |آل عمران : 21| .
وقوله تعالى : { الذين آمنوا وعملوا الصالحات } فيه دليل أن الإيمان غير العمل خلافا لمن يقول : إن الإيمان بمجرده يقتضي أعمال الطاعات{[57]} .