80- وقوله تعالى : { لن تمسنا النار إلا أياما معدودة } |البقرة : 80| .
روي أن سبب هذه الآية : أن النبي –عليه السلام- قال لليهود : " من أهل النار ؟ " فقالوا : نحن ، ثم تخلفونا أنتم ، فقال : " كذبتم لقد علمتم أنا لا نخلفكم " فنزلت الآية{[220]} .
وقيل : سببها أن اليهود قالت : إن الله أقسم أن يدخلهم النار أربعين يوما عدد عبادتهم العجل . وقيل : إن اليهود قالت : إن طول جهنم أربعون سنة وأنهم يقطعون في كل يوم سنة حتى يكملوها ، وتذهب جهنم . وقيل : إنهم قالوا إن مدة الدنيا سبعة آلاف سنة وأن الله تعالى يعذبهم بكل ألف سنة يوما{[221]} .
وقال أبو الحسن علي بن محمد{[222]} : في هذه الآية رد على أبي حنيفة في استدلاله بقوله-عليه السلام- : " دعي الصلاة في أيام أقرائك " {[223]} في أن مدة الحيض تسمى أيام الحيض وأقلها ثلاثة أيام ، وأكثرها عشرة ، لأن ما دون الثلاثة يسمى يوما ويومين وما زاد على العشرة يقال فيه إحدى عشر يوما ، فيقال لهم : وقد قال الله تعالى في الصوم : { أياما معدودات } |البقرة : 184| يعني جميع الشهر . { وقالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودة } |البقرة : 80| يعني أربعين يوما وإذا أضيفت الأيام إلى عارض لم يرد بها تحديد العدد ، بل يقال : أيام مشيك وسفرك وإقامتك وإن كانت ثلاثين وعشرين ، وما شئت من العدد ، ولعله أراد ما كان معتادا لها والعادة ست أو سبع .