– قوله تعالى : { وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم . . . } الآية : نزلت في شأن سعد بن أبي وقاص {[10285]} وذلك أنه حين أسلم حلفت أمه حمنة بنت أبي سفيان بن أمية أن لا تأكل ولا تشرب حتى يرجع إلى دين قومه ، فلج سعد في الإسلام ، وكانت إذا أفرط عليها الجوع والعطش فتحوا فاها وصبوا فيه ما يمسك رمقها فلما طال عليها ورأت سعدا لا يرجع أكلت . فنزلت الآية . قاله سعد بن أبي وقاص {[10286]} ولما تقدم في الآية ما يقتضي طاعة الوالدين مطلقا ، واحتمل أن يطاعا ولو في معصية ، بين الله تعالى أن الآية على غير ذلك وأنهما لا يطاعان في الكفر ونحوه من المعاصي . فقال تعالى : { وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم . . . . } الآية فعلى هذا تلزم طاعتهما في المباحات ، وأما المندوبات – كالجهاد إذا كان على الكفاية وإجابة الأم في الصلاة إذا خيف عليها هلكة مع إمكان الإعادة أو المشي إلى الصلاة في الجماعة ونحو ذلك – فالأكثر على أنها تلزم طاعتهما {[10287]} في ذلك كله . وخالف الحسن فقال : إن منعته أمه من شهود العشاء الأخيرة شفقة فلا يطعها {[10288]} والأول أجرى على ظاهر الآية . وكذلك اختلف في تأخيره الحج إن لم يأذن له فيه أحد الأبوين .
وقوله تعالى : { وصاحبهما في الدنيا معروفا } :
يعني الأبوين الكافرين ، أي صلهما وادعهما برفق . ومن ذلك حديث أسماء بنت أبي بكر حين قدمت عليها خالتها ، وقيل إنها من الرضاعة ، فقالت يا رسول الله إنها قدمت علي وهي راغبة أفأصلها ؟ قال : " نعم " {[10289]} . وقد قال العلماء إن الابن تلزمه نفقة أبويه وإن كانا كافرين . قاله مالك وغيره .