– قوله تعالى : { ومن الناس من يشتري لهو الحديث } :
اختلف في سببها . فقيل نزلت بسبب قريشي اشترى جارية مغنية لتغني بهجاء النبي صلى الله عليه وسلم {[10276]} . ولم يسم بعضهم القريشي ، وسماه بعضهم فقال هو ابن خطل {[10277]} وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " شراء المغنيات وبيعهن حرام " {[10278]} . وقرأ هذه الآية وقال في هذا المعنى نزلت ، وبهذا فسر ابن عباس وغيره الآية {[10279]} . وقيل نزلت في النضر بن الحارث لأنه اشترى كتب رستم وأسفندياز وكان يخلف رسول الله صلى الله عليه وسلم فيحدثهم بتلك الأباطيل ويقول : أنا أحسن حديثا من محمد {[10280]} . وقيل الشراء في الآية مستعار وإنما نزلت الآية في أحاديث قريش وتلهيهم بالإسلام وخوضهم في الأباطيل {[10281]} . وأحسن ما تفسر به الآية – وإن كانت خرجت على سبب – أن لهو الحديث كل ما يلهي من غناء أو خناء ونحوه . فكل ما ألهى محرم بهذه الآية ونحوها . ولا خلاف أن الغناء بالآلة محرم وإنما اختلف فيه بغير آلة . وظاهر الآية تحريمه إلا أن يتأول . فقال مكحول من كانت له جارية مغنية فمات لم أصل عليه لقول الله عز وجل : { ومن الناس من يشتري لهو الحديث } إلى قوله : { عذاب } {[10282]} . ورجح أبو الحسن القول بأن لهو الحديث ما قاله الحسن إنه الكفر والشرك ، وما قاله غيره من قصة النضر بن الحارث ونحو ذلك وأبعد أن يكون الغناء . قال لأن الغناء لا يطلق عليه أنه حديث ولا أنه إضلال عن الدين {[10283]} . وقد تقدم الكلام على كثير من معاني هذه الآية .