– قوله تعالى : { وجزاء سيئة سيئة مثلها } :
قال السدي وغيره معنى الآية أن الرجل إذا شتم بشتيمة فله أن يردها بعينها دون أن يتعدى . قال الحسن بن أبي الحسن : ما لم يكن حدا أو عوراء جدا {[10465]} وقال إسماعيل القاضي : السيئة هنا قد تكون القتل والجراح والقذف والسب والتعدي في المال وغير ذلك من الأفعال القبيحة ، فمن فعل به شيئا من ذلك فالعفو فيه أفضل وإن أحب القصاص فله أن يفعل ولا يتعدى زيادة . وليس المقتص بمعتد إذا لم يتجاوز في أخذ حقه ، ولا القصاص تعديا ، وإنما سماه الله تعالى إساءة لأنه إجزاء إساءة فسمي بذلك توسعا وتجوزا كما قال تعالى : { وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به } [ النمل : 126 ] . والأول ليس بعقاب وإنما المعاقب المجازي ولكنه سمي باسم المختص للمجازاة . وهذا كثير في القرآن والحديث وكلام العرب .