– قوله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون ( 2 ) } :
هذه الآية توجب على كل من ألزم نفسه عملا فيه طاعة أن يفي به . وقال بعضهم : الآية : توجب على من وعد وعدا أن يفي به إذا لم يكن فيه إثم ، وكذلك من ألزم نفسه عملا فيه طاعة لزمه أن يفي به ويدوم عليه {[10711]} – قال أبو الحسن : ويحتج بها في وجوب الوفاء بنذر الحاج على أحد قولي الشافعي {[10712]} . وقد اختلف في سبب الآية ، فقال جماعة – منهم ابن عباس – نزلت بسبب قوم قالوا : لو علمنا أحب الأعمال إلى الله تعالى لعملناه ، فلما نزل الجهاد كرهوه وفر من فر يوم أحد فعاتبهم الله تعالى بها {[10713]} . وذكر المهدوي أن قائل ذلك عبد الله بن رواحة . وقال قوم – منهم قتادة – نزلت بسبب أن جماعة من شباب المسلمين كانوا يتحدثون عن أنفسهم في الغزو وبما لم يفعلوا ، ويقولون فعلنا وصنعنا ، وذلك كذب ، فنزلت الآية . وقال قوم – منهم ابن زيد- نزلت في المنافقين لأن طائفة منهم كانوا يقولون للمؤمنين نحن منكم ومعكم ثم يظهر من أفعالهم خلاف ذلك ، فنزلت الآية عتابا لهم ، وعلى هذا القول قد سمى الله تعالى المنافقين مؤمنين ، وهذا إنما يتوجه إذا لم يكونوا مشتهرين بالنفاق فلذلك خوطبوا بالمؤمنين ، أي في زعمهم وما يظهرون {[10714]} .