ثمّ ومن أجل إِكمال هذا البحث ،وتبيّن طرق معرفة الله ،والابتعاد عن الشرك وعبادة الأوثان ،أشارت الآية الثّانية إِلى جانب من المواهب الإِلهية التي أودعت في نظام الخلقة والدالّة على عظمة وقدرة وحكمة الله عزَّ وجلّ ،فقالت: ( هو الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه والنهار مبصراً ) .
إِنّ نظام النور والظلمة الذي أكدت عليه آيات القرآن مراراً ،نظام عجيب وغزير الفائدة ،فهو من جهة يضيء عرصة حياة البشر بإِفاضة النور في مدّة معينة ويحركها ويبعثها على السعي والجد ،ومن جهة أُخرى فإِنّه بإِرخاء سدول الليل
المظلم وهدوئه يهيئ الروح والجسد المتعبين للعمل والحركة من جديد .
نعم ( إِن في ذلك لآيات لقوم يسمعون ) أُولئك الذين يسمعون ويدركون ،وبعد إِدراك الحقيقة يتبعونها ويسيرون على نهجها .
/خ67