لهذا اجتمعوا فيما بينهم وتدارسوا الأمر وصمموا على المؤامرة ( إِذ قالوا ليوسف وأخوه أحبّ إلى أبينا منّا ونحن عصبة ){[1845]} .
وحكموا على أبيهم من جانب واحد بقولهم: ( إِن أبانا لفي ضلال مبين ) .
إِن نار الحسد والحقد لم تدعهم ليفكروا في جميع جوانب الأمر ليكتشفوا دلائل علاقة الحبّ التي تربط يعقوب بولديه يوسف وبنيامين ،لأنّ المنافع الخاصّة لكل فرد تجعل بينه وبين عقله حجاباً فيقضي من جانب واحد لتكون النتيجة «الضلال عن جادة الحق والعدل » وبالطبع فإنّ اتهامهم لأبيهم بالضلالة ،لم يكن المقصود منها الضلالة الدينية ،لأنّ الآيات الآتية تكشف عن اعتقادهم بنبوّة أبيهم ،وإِنما استنكروا طريقة معاشرته فحسب .