/م96
ففي البداية تقول الآية إِذا لم يقبل أُولئك أدلتك الواضحة حول التوحيد والنّبوة والمعاد فقل لهم: ( قل كفى بالله شهيداً بيني وبينكم إِنّه كان بعباده خبيراً بصيراً ){[2254]} .
إِنَّ هذه الآية تستهدف أمرين فهي أوّلا: تُهدِّد المعارضين المتعصبين والمعاندين ،بأنَّ الله خبير وبصير ويشهد أعمالنا وأعمالكم ،فلا تظنوا بأنّكم خارجون عن محيط قدرته أو أنَّ شيئاً مِن أعمالكم خاف عنه .
الأمر الثّاني: هو أنَّ الرّسول( صلى الله عليه وآله وسلم ) أظهر إِيمانه القاطع بما قال ،حيث أنَّ إيمان المتحدّث القوي بما يقول له أثرٌ نفسي عميق في المستمع ،وعسى أن يكون هذا التعبير القاطع والحاسم المقرون بنوع من التهديد مؤثراً فيهم ،ويهز وجودهم ،ويوقظ فكرهم ووجدانهم ويهديهم إلى الطريق الصحيح .