/م90
ثم أجابهم سبحانه بجواب آخر بقوله:
96-{قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم إنه كان بعباده خبيرا بصيرا} .
{قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم} أي: على أني بلغت ما أرسلت به إليكم وأنكم كذبتم وعاندتم ،وقرر الفخر الرازي في تفسيره: أن المعنى بالشهادة هو الشهادة على رسالته عليه الصلاة والسلام بإعجاز القرآن .أي: كفى بما أكرمني به الله تعالى من هذا المعجز شاهدا على صدقي ،ومن شهد تعالى على صدقه ؛فهو صادق ،فقولكم- معشر المشركين- بعد هذا ،يجب أن يكون الرسول ملكا تحكم فاسد .1 ه .
{إنه كان بعباده خبيرا بصيرا} .أي: أنه محيط بأحوال عباده الظاهر منها والباطن ،وأعلم بمن يستحق الإحسان والرعاية ،ومن هو أهل للشقاء والضلال .
وفي هذا إيماء إلى أنّ ما دعاهم إلى إنكار نبوته صلى الله عليه وسلم إلى الحسد ،وحب الرياسة والتكبر عن قبول الحق ،كما أن فيه تسلية له صلى الله عليه وسلم ،على ما يلقاه من الإصرار والعناد ،والإمعان في إيذائه .