/م51
وآخر صفة ممتازة بيّنها القرآن في شأنهم قوله: ( وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه ) .
ولم يردّوا الجهل بالجهل واللغو باللغو ،بل ( قالوا لنا أعمالنا ولكم أعمالكم ) .
فلا تحاسبون بجريرة أعمالنا ،ولا نُحاسب بجرمكم وجريرة أعمالكم ،ولكن ما أسرع ما سيجد كلٌ منّا نتيجة عمله .
ثمّ يضيف القرآن في شأنهم حين يواجهون الجاهلين الذين يتصدون لإثارة المؤمنين باللغو وما شاكله ،حيث يقولون: ( سلام عليكم لا نبتغي الجاهلين ) .
فلسنا أهلا للكلام البذيء ،ولا أهلا للجهل والفساد ،ولا نبتغي ذلك ،إنّما نبتغي العلماء وأصحاب الضمائر الحيّة والعاملين المؤمنين الصادقين .
وعلى هذا فبدلا من أن يهدروا قواهم في مواجهة الجاهلين عُمي القلوب وأهل الكلام البذي ،يمرون عليهم كراماً ليؤدوا أهدافهم ومناهجهم الأساسية .
الجدير بالذكر أنّ هؤلاء حين يواجهون الجاهلين ،لا يسلّمون عليهم سلام تحية واستقبال ،بل سلام وداع .
/خ55