/م51
المفردات:
اللغو: ما حقه أن يلغى ويترك من البعث وسخف القول .
سلام عليكم: كلمة توديع ومتاركة لا تحية .
لا نبتغي الجاهلين: لا نطلب صحبة الجاهلين ،ولا نريد مخالطتهم ولا جدالهم .
التفسير:
55-{وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه وقالوا لنا أعمالنا ولكم أعمالكم سلام عليكم لا نبتغي الجاهلين} .
يؤتيهم الله أجرهم مرتين لأنهم آمنوا بنبيهم ثم آمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم ،ولأنهم تخلقوا بالأخلاق الحسنة ،ومنها مقابلة الإساءة بالإحسان ،والهُجْر من القول بالصمت أو بالترك .
وتفيد كتب السيرة والتفسير مثل الآلوسي وابن كثير والطبري وغيرهم ،أن وفدا من نصارى نجران ،أو من أصحاب النجاشي قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد الحرام ،فلما سمع القرآن بكى وأسلم ،ثم قام الوفد فاعترضهم أبو جهل بن هشام في نفر من قريش فقالوا لهم: خيبكم الله من ركب ،بعثكم من وراءكم من أهل دينكم ،ترتادون لهم لتأتوهم بخبر الرجل ،فلم تطمئن مجالسكم عنده حتى فارقتم دينكم ،وصدقتموه فيما قال ،ما نعلم ركبا أحمق منكم ،فقالوا لهم: سلام عليكم ،لا نجاهلكم ،لنا ما نحن عليه ،ولكم ما أنتم عليه ،لم نأل أنفسنا خيرا . اه .
وتقرير معنى الآية ما يأتي
إذا عيرهم المشركون أو غيرهم ،أو آذاهم الناس بالقول أو الفعل ،أعرضوا من الأذى وسكتوا عن الرد على الجاهلين ،وقالوا: لنا أعمالنا سنحاسب عليها وحدنا ،ولكم أعمالكم ستحاسبون عليها وحدكم ،سلام عليكم ،سلام متاركة ،أي: وداعا سنترككم ،لا نريد صحبة الجاهلين ،ولا نريد أن نخوض في الجدال والمشاتمة مع السفهاء .