وفي الآية الثّانيةمن الآيتين محل البحثإشارة الى إِحدى السُنن الخاطئة في الجاهلية ،وهي سنة النسيء «تغيير الأشهر الحرم » إِذ تقول الآية: ( إِنّما النسيء زيادة في الكفر يُضل به الذين كفروا ) ففي أحد الأعوام يقرّرون حليّة الشهر الحرام ويحرمون أحد الأشهر الحلال للمحافظة على العدد أربعة ( يحلونه عاماً ويحرمونه عاماً ليواطئوا عدّة ما حرّم الله ) !
فهؤلاء يضيعون بتصرفهم هذا فلسفة تحريم الأشهر ،ويتلاعبون بحكم الله بحسب ما تمليه عليهم أهواؤهم ،والعجيب أنّهم يرضون عن عملهم ،وفعلهم هذا كما تقول الآية: ( زّين لهم سوء أعمالهم ) .
فهم يغيرون الأشهر الحرم ويبدلونها ،ويعدّون ذلك تدبيراً لحياتهم ومعاشهم ،أو يتصوّرون أنّ طول فترة إيقاف القتال يقلل من حماس المقاتلين فلابدّ من إِثارة الحرب ....
فالله سبحانه إِذا علم أن في عباده من ليس أهلا للهداية والتوفيق ،خلاه ونفسه: ( والله لا يهدي القوم الظالمين ) .
/خ37