{ثُمَّ جَعَلْنَاكُمْ خَلاَئِفَ فِي الأَرْضِ مِن بَعْدِهِم لِنَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ 14} .
المفردات:
خلائف في الأرض: خلفاء في الأرض بعد إهلاك المكذبين السابقين .
التفسير:
14{ثُمَّ جَعَلْنَاكُمْ خَلاَئِفَ فِي الأَرْضِ مِن بَعْدِهِم لِنَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ} .
وهذا خطاب لمن أرسل إليهم رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم ؛فقد كان من شأن الله وحكمته أن يرسل الرسل وينزل الكتب ،ويعاقب المكذبين جزاء ظلمهم وكفرهم وتكذيبهم للرسل ،ثم خاطب الذين أرسل إليهم محمد صلى الله عليه وسلم بقوله:
{ثم جعلناكم} .خلفاء في الأرض بعد تلك القرون والأمم التي أهلكنا ؛لننظر أتعملون خيرا أم شرا ،وننظر طاعتكم لرسولنا وإتباعكم له .
وفي آيات أخرى بين الحق سبحانه: أن الخلافة في الأرض والتمكين فيها ؛سببه العمل الصالح ،والاستجابة لأمر الله وقوانينه ونواميسه في تمكين العاملين المجتهدين في الخير ،والانتقام من المهملين المتقاعسين عن عمل الخير .
قال تعالى:{ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون} .( الأنبياء: 105 ) .
وقال عز شأنه:{وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم} .( النور: 55 ) .
والله تعالى يستخلف قوما بعد آخرين ؛لينظر كيف يعملون خيرا أو شرا .
قال تعالى:{الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا} .( الملك: 2 ) .
وقال عز شأنه:{إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها لنبلوهم أيهم أحسن عملا} .( الكهف: 7 ) .
وجاء في صحيح مسلم: عن أبي سعيد الخدري: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( إن الدنيا حلوة خضرة ،وإن الله مستخلفكم فيها ،فناظر كيف تعملون ؛فاتقوا الدنيا ،واتقوا النساء ؛فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت من النساء ) . x