{وجاء إخوة يوسف فدخلوا عليه فعرفهم وهم له منكرون} .
كان القحط الذي حل بمصر في السنين العجاف ؛قد أصاب المنطقة كلها ،وامتد إلى أرض كنعان بالشام ،وتسامع الناس بأخبار يوسف ،وعرفوا أنه خزّن الحبوب ،والقمح في سنابله ،وأنه يوزعها بعدل ورحمة ،فلا يعطى الطعام لمن يدفع الثمن الأكثر ،بل يعطى لكل فرد قدرا معينا على مقدار حاجته ،وحاجة من يشترى لهم ،لعله مقدار حمل بعير .
وكان يوسف يشرف على التوزيع بنفسه ؛ضمانا للعدالة والدّقة ،وجاء أخوة يوسف ؛امتثالا لأمر أبيهم ،فدخلوا عليه فعرفهم ،فهم لم يتغيروا كثيرا .أما هو فقد تغير ؛فقد ألقوه في الجب صغيرا ،لكنه الآن ملكا متوجا ،في حاشية وخدم ،وقد تزيا بزي أهل مصر ،وعليه مظاهر النعمة والسلطان .