/م24
المفردات:
الأوزار:الآثام ،واحدها: وزر .
ساء ما يزرون: أي: بئس شيئا يحملونه .
التفسير:
{ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم ألا ساء ما يزرون} .
اللام في{ليحملوا} تسمى: لام العاقبة أو الصيرورة ،مثل:{فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا} . ( القصص:8 ) .
والمعنى: إنما قالوا ذلك ؛ليتحملوا أوزارهم ،وآثامهم كاملة يوم القيامة ،وجانبا من أوزار الذين يتبعونهم ،جهلا بغير علم ،فلا يعلمون أنهم ضلال ،ويقتدون بهم في الضلال .
والآية كما نرى تشعر هؤلاء المفترين من أهل مكة ،بجزائهم العادل يوم القيامة ،فهم سيتحملون وزرهم كاملا بدون نقص ،وسيتحملون جانبا من إضلال من اتبعهم ، واثقا فيهم ، غير عالم بما هم عليه من ضلال ،وكأن الآية تضعهم أمام مسئولياتهم ،وتوضح لهم عظيم الجرم الذي يرتكبونه ؛ليكفروا في تبعاتهم ،ويعدلوا عن ضلالهم .
{ألا ساء ما يزرون} . أي: بئس شيئا يحملونه من ذلك الذي يفعلون .
ونظير الآية قوله تعالى:{وليحملن أثقالهم وأثقالا مع أثقالهم وليسألن يوم القيامة عما كانوا يفترون} . ( العنكبوت:12 ) .
وروى الإمام أحمد ومسلم وأصحاب السنن الأربعة:عن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:( من دعا إلى هدى ،كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك إلا من أجورهم شيئا ،ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه ، لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا )14 .