/م24
يخزيهم: يذلهم ويهينهم ،أو يعذبهم بالنار .
تشاقون: تخاصمون وتعادون المؤمنين ،وتنازعون الأنبياء في شأنهم ،وأصله:أن كلا من المتخاصمين ،في شق وجانب غير شق الآخر .
الذين أوتوا العلم: الأنبياء أو الملائكة أو العلماء .
{ثم يوم القيامة يخزيهم ويقول أين شركائي الذين كنتم تشاقون فيهم ...} .
كانت الآية السابقة ،تتحدث عما أصاب المكذبين للرسل في الدنيا من العذاب والهلاك ،ثم جاءت هذه الآية ؛لتبين ما ينتظرهم في الآخرة .
ومعنى الآية:
إن الله سيفضح هؤلاء المشركين على رءوس الخلائق ،مع الإذلال والإهانة ،ثم يسألهم سؤال توبيخ وتقريع: أين هؤلاء الشركاء الذين كنتم في الدنيا تخاصمون وتعادون من أجلهم الأنبياء ؟!هل حضروا ليشفعوا لكم ،كما كنتم تزعمون ؟!،وشبيه بهذه الآية قوله تعالى:{ويوم يناديهم فيقول أين شركائي الذين كنتم تزعمون} . ( القصص:74 ) .
وكلمة{تشاقون فيهم}من المشاقة ،وهي عبارة عن كون كل واحد من الخصمين ،في شق غير شق صاحبه ،وقد كان الكافرون يقولون للمؤمنين:إنه لا بعث ولا حساب ،وإن صح ما تقولون من العذاب في الآخرة ؛فإن الأصنام ستشفع لنا ،فناداهم الله على سبيل التبكيت والاحتقار لشأنهم ،أين هؤلاء الشركاء الذين زعمتم:أن لهم اليوم شفاعة ؟!.
والخلاصة: إنه لا شركاء ولا أماكن لهم .
{قال الذين أوتوا العلم إن الخزي اليوم والسوء على الكافرين} .
أي:قال الذين أوتوا العلم بدلائل التوحيد ،وهم الأنبياء والمؤمنون ،وكل من اهتدى إلى الحق في الدنيا ،وأخلص لله تعالى العبادة والطاعة ،أو قال الدعاة والهداة والعلماء: إن الخزي الكامل ،والذل والهوان على هؤلاء الكافرين ،أصحاب القلوب المنكرة للحق ،والنفوس الجاحدة لليوم الآخر ،وما فيه من حساب وجزاء .