/ [ 27]{ ثم يوم القيامة يخزيهم ويقول أين شركائي الذين كنتم تشاقون فيهم قال الذين أوتوا العلم إن الخزي اليوم والسوء على الكافرين 27} .
{ ثم يوم القيامة يخزيهم} أي يذلّهم ويهينهم بعذاب الخزي ،لقوله تعالى{[5247]}:{ ربنا إنك من تدخل النار فقد أخزيته}{ ويقول أين شركائي الذين كنتم تشاقون فيهم} أي تعادون وتخاصمون المؤمنين في شأنهم .وفيه تقريع وتوبيخ بالقول ،واستهزاء بهم .إذ أضاف الشركاء إلى نفسه لأدنى ملابسة ،بناء على زعمهم ،مع الإهانة بالفعل المدلول عليها بقوله:{ يخزيهم} .أي ما لهم لا يحضرونكم ليدفعوا عنكم ! لأنهم كانوا يقولون:إن صح ما تقول فالأصنام تشفع لنا .فهو كقوله{[5248]}:{ أين شركاؤكم الذين كنتم تزعمون} وقيل:حكى عن المشركين زيادة في توبيخهم{ قال الذين أوتوا العلم} وهم الأنبياء أو العلماء ،الذين كانوا يدعونهم إلى الحق فيشاقونهم{ إن الخزي اليوم والسوء} أي الفضيحة والعذاب:{ على الكافرين} أي المشركين به تعالى ،ما لا يضرهم ولا ينفعهم .وإنما قال:{ الذين أوتوا العلم} هذا شماتة بهم ،وزيادة إهانة بالتوبيخ بالقول ،وتقريرا لما كانوا يعظونهم ،وتحقيقا لما أوعدهم به .