المفردات:
الباقيات الصالحات: كل عمل صالح من قول أو فعل يبقى للآخرة .
ثوابا: جزاء .
46-{المال والبنون زينة الحياة الدّنيا ...} .
إن المال والبنين من زينة الدنيا وبهجتها ،والإسلام لا يحرم الانتفاع بهذه الزينة ،فنعم المال الصالح للرجل الصالح ويقول تعالى:{قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق} .( الأعراف: 32 ) .
إنهما زينة ولكنهما ليس قيمة .فما يجوز أن يزن بهما الناس ،ولا أن يقدروا على أساسها في الحياة37 .
{والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير أملا} .
أي: أعمال الخير كلها التي يبتغى بها وجه الله ،تبقى ثمرتها أبد الآباد ،فهي خير ما يؤمله الإنسان ويرجوه عند الله .
قال ابن عباس:
{الباقيات الصالحات} هي الصلوات الخمس ،وعنه أيضا: أنها كل عمل صالح من قول أو فعل يبقى للآخرة .
وأخرج النسائي والطبراني والبيهقي عن أبي هريرة مرفوعا: ( خذوا جنتكم ) قيل: يا رسول الله من أي عدو قد حضر ،قال: ( بل جنتكم من النار قول: سبحان الله ،والحمد لله ،ولا إله إلا الله ،والله أكبر ؛فإنهن يأتين يوم القيامة مقدمات معقبات ومجنّبات ،وهن الباقيات الصالحات ) .
وقد رجح الطبري والقرطبي: أن{الباقيات الصالحات} ،هي جميع الأعمال الصالحة وأعمال الخير كلها ؛فهي أبقى عند الله ثوابا ،وأرجى أملا .
فالصلاة والزكاة والجهاد في سبيل الله ،ومساعدة البائسين وذوي الحاجات ،والعمل على رفع شأن الأمة ،والدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة ،وكل خير يعمله الإنسان ،هو من الباقيات الصالحات ؛إذ ينال صاحبها في الآخرة ما كان يؤمله في الدنيا .