نعم الله
{كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليه ترجعون( 28 ) هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع سماوات وهو بكل شيء عليم( 29 )}
التفسير:
على أي أساس قام كفركم بالله تعالى ،وليس لكم حجة عليه إلا قولكم:{إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون} .( الزخرف 23 ) .
{كيف تكفرون بالله}: أي تجحدون وجوده وتعبدون غيره ؟
{وكنتم أمواتا فأحياكم}: أي قد كنتم عدما فأخرجكم إلى الوجود ،قال ابن عباس:{كنتم أمواتا فأحياكم} .أمواتا في أصلاب آبائكم ولم تكونوا شيئا حتى خلقكم ثم يميتكم موته الحق ثم يحييكم حين يبعثكم ( 68 ) قال وهي مثل قوله:{أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين} .( غافر 11 ) .
وفي الآية تعقيب تنديدي بالكفار في صيغة التساؤل الإنكاري عن جرأتهم على الكفر بالله وانحرافهم عن سبيله ،وهو الذي أحياهم بعد أن كانوا أمواتا ثم يميتهم ثم يحييهم ،وإليه مرجعهم في النهاية( 69 ) .
لقد كان الإنسان في عالم العدم فأحياه الله بالوجود في هذه الدنيا ،ثم يموت عند خروج روحه وانتهاء أجله ثم يبعثه الله حين ينفخ إسرافيل في الصور فيقوم الناس لرب العالمين ،فالإنسان مدين لله بالوجود ،وبيد الله الموت والحياة والحساب والجزاء .