/م26
28 - لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ .
ليشهدوا: ليحضروا .
منافع لهم: منافع دينية في الآخرة ،ودنيوية بالتجارة .
أيام معلومات: قيل: عشرة ذي الحجة ،أو يوم عرفة .أو يوم عيد النحر ويومان بعده وهي أيام التشريق ،
بهيمة الأنعام: الإبل والبقر والضأن ،التي تنحر في يوم العيد وما بعده من الهدايا والضحايا .
فكلوا منها: من لحومها ،وهذا في المتطوع به ،المستحب دون الواجب .
البائس الفقير: أي: الذي أصابه بؤس أي: شدة ،والفقير المحتاج ،والأمر فيه للوجوب .
جعل الله الحج لشهود منافع متعددة ،تعود على الحجيج في شئون دينهم ودنياهم: فهم يشاهدون البيت العتيق ،وزمزم ،والمقام ،والصفا والمروة ،وجبل عرفات وجبل الرحمة ،ومنى ومزدلفة ،وغيرها من الأماكن والمشاهد ،التي نزل وحي السماء بجوارها .
ويدعون الله تعالى ،ويؤدون مناسك الحج والعمرة ،وهناك ترق القلوب وتسكب العبرات ،وتستجاب الدعوات .
وفي الحج منافع كثيرة أخرى ،منها: تبادل التجارة ،والوقوف على أحوال المسلمين في أقطار الدنيا ،وتبادل الخبرة والمعرفة ،وانتقال العلوم والفنون والآداب بالتزاور والتجاور ،والحج وسيلة من وسائل ترابط المسلمين ؛وتكاتفهم لتحرير بلادهم ورقيها ،وتخليص بلاد المسلمين من براثن الاستعمار والتجسس .
وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ .
أي: ويذكروا اسم الله تعالى في أيام الحج ،عند ذبح الهدى من الإبل والبقر والغنم والماعز .والأيام المعلومات هي أيام عشر ذي الحجة ،وأيام العيد الثلاثة أو الأربعة ،أي: يوم العيد ويومان بعده ،أو يوم العيد وثلاثة أيام بعده .
عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ .
على ما أعطاهم وملكهم من بهيمة الأنعام ؛فيذكرون الله عند ذبحها ويقولون باسم الله والله أكبر .
قال فخر الدين الرازي:
وفيه تنبيه على أن الغرض الأصلي ذكر اسمه تعالى عند الذبح ،وأن نخالف المشركين في ذلك ،فإنهم كانوا يذبحونها للنصب والأوثان .
فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ .
فيسن الأكل من الهدي والأضحية ،مشاركة للآكلين ،وإقناعهم بسلامتها ،والأكل هنا للإباحة أو الندب أو الوجوب ،ففيه عدة آراء ،أما إطعام الفقراء والبائسين فهو للوجوب .
قال ابن عباس:
البائس الذي ظهر بؤسه في ثيابه وفي وجهه ،والفقير الذي لا يكون كذلك ، ثيابه نقية ،ووجهه وجه غني .