/م59
المفردات:
حدائق: جمع حديقة ،وهي البستان عليه سور أو حائط ،من أحدق بالشيء: إذا أحاط به ،ثم توسع فيها فاستعملت في كل بستان وإن لم يكن محوطا بحائط .
ذات بهجة: البهجة: حسن المنظر .
يعدلون: يميلون ،يقال: عدل عنه ،أي: مال عنه .
التفسير:
60-{أمن خلق السماوات والأرض وأنزل لكم من السماء ماء فأنبتنا به حدائق ذات بهجة ما كان لكم أن تنبتوا شجرها أإله مع الله بل هم قوم يعدلون} .
من الذي بدأ الخلق ورفع السماء وبسط الأرض ،وجعل الفضاء والهواء بين السماء والأرض ،وأنزل المطر من السماء لمصلحة الإنسان ،فأنبت بالماء الحدائق والبساتين التي تبهج الإنسان وتسعده ،وإن نظرة إلى ما حولنا ،من ارتفاع السماء ،واتساع الفضاء ،والأرض المبسوطة ،والفضاء والهواء والماء ،ونزول المطر وإنبات النبات وكل زهرة فيها لمسة الإبداع ،التي تعجز ريشة الفنان عن إبداعها ،فضلا عن سريان الماء في أوراق الأشجار وأغصانها ،وما كان للإنسان أن يسخر المطر أو ينبت النبات ،أو يبدع جريان الماء في داخل الشجر .
{أإله مع الله ...}
أي: أكل هذه النعم الجليلة ،والخلق البديع ،يخلقه خالق آخر مع الله ؟أو يمكن أن يبدعه صنم أو وثن أو جن أو ملائكة ،حتى تعبدوا الصنم وغيره ،وتتركوا عبادة الواحد الأحد الفرد الصمد ،الذي لم يلد ولم يولد ،ولم يكن له كفوا أحد .
{بل هم قوم يعدلون}
انتقال من تبكيتهم بطريق الخطاب إلى تبكيتهم بطريق الغيبة ،أي: لا هم قوم يعدلون ،ينصرفون عن الحق وهو التوحيد إلى الباطل وهو عبادة الأصنام .