وقوله تعالى:{ أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ} إضراب وانتقال ،من التبكيت تعريضا ،إلى التصريح به خطابا على وجه أظهر منه لمزيد التأكيد .أي:بل من خلق السماوات والأرض ،وأودع فيهما من المنافع ما لا يحصى{ وَأَنزَلَ لَكُم مِّنَ السَّمَاء مَاء فَأَنبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ} أي بساتين ذات حسن ورونق بهيج النظار{ مَّا كَانَ لَكُمْ أَن تُنبِتُوا شَجَرَهَا أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ} أي أإله آخر كائن مع الله الذي ذكر بعض أفعاله التي لا يكاد يقدر عليها غيره حتى يتوهم جعله شريكا له تعالى في العبادة ؟ وهذا تبكيت لهم بنفي الألوهية عما يشركونه به تعالى ،في ضمن النفي الكلي على الطريقة البرهانية ،بعد تبكيتهم بنفي الخيرية عنه بما ذكر من الترديد .قاله أبو السعود{ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ} أي عن طريق الحق .أو به تعالى غيره .