/م7
المفردات:
حرمنا: منعنا .
يكفلونه: يتولونه ويقومون على تربيته ورضاعته .
ناصحون: النصح: إخلاص العمل ،والمراد: أنهم يعملون ما ينفعه في غذائه وتربيته ،ولا يقصّرون في خدمته .
12-{وحرمنا عليه المراضع من قبل فقالت هل أدلكم على أهل بيت يكفلونه لكم وهم له ناصحون}
عندما فرحت آسية بالوليد ،ورغّبت فرعون في كفالته وتبنيه ،قبل الفرعون ذلك ،ووضع الله لموسى الحب ،فكل من رآه أحبه ،قال تعالى:{وألقيت عليك محبة مني ولتصنع على عيني} [ طه: 39] .
واستقدم آل فرعون المراضع لإرضاع موسى ،فرفض الرضاع منهن جميعا ،واشتد جزع آسية إشفاقا على الوليد ،وخوفا على حياته ،فلما شاهدته أخته ذلك تقدمت إليه بالنصح وقالت: أعرف امرأة طيبة اللّبن ،طيبة الريح ،يمكن أن ترضع هذا الوليد لكم ،فسألوها: هل تعرفين هذا الوليد ؟قالت: لا ،وإنما نحن جميعا ناصحون للملك ،نريد خدمته والمحافظة على أحبابه ،فطلبوا منها إحضار هذه المرضعة ،فجاءت يوكابد أم موسى في صورة مرضعة ،فلما رآها الوليد فرح بها ورضع منها ،فسألوها: هل أنت أمّه ؟قالت: لا ،لكني امرأة طيبة اللبن ،طيبة الريح ،لا أوتي بصبي إلا رضع مني ،فقدموا لها بعض الأطفال الرضع فرضعوا منها جميعا ،ولم يرفضها رضيع ،ففرحت بذلك آسية ،وأكرمت يوكابد ،وقدّمت لها الصلة والمعروف ،وسمحت لها أن تحمل الوليد إلى بيتها لترضعه وترعاه ،فذلك قوله تعالى: -{فرددنا إلى أمه كي تقر عينها ولا تحزن ولتعلم أن وعد الله حق ولكن أكثرهم لا يعلمون} .