/م7
المفردات:
الالتقاط: أخذ شيء فجأة من غير طلب له .
آل فرعون: المراد بآله: من ينسبون إليه ،ولو بالخدمة .
عدوا: فتكون عاقبة أمره أن يكون لهم معاديا .
وحزنا: مصدر حزن لهم .
خاطئين: مشركين عاصين لله ،متعمدين لارتكاب الخطأ .
التفسير:
8-{فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا إن فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين} .
أفادت الآية السابقة أن الله أوحى إلى أم موسى أن أرضعيه ما دامت آمنة عليه من أتباع فرعون ،فإذا خفت عليهم منهم فألقيه في البحر .
ونفهم من السياق أن أم موسى أرضعته فترة ذكر بعض المفسرين أنها ثلاثة أشهر ،وقال بعضهم: أربعة أشهر ،فلما اشتد خوفها عليه من العسس والجواسيس الذين يذبحون الذكور بسكاكين حادة ،لم يتركونهم ذاهبين ،عندئذ صنعت تابوتا وضعت فيه موسى وألقته في نهر النيل ،فأخذته الأمواج قرب قصر فرعون ،وشاهدته آسية امرأة فرعون ،فأمرت الجنود بإحضاره: فأحضروه لها ،ففتحت الصندوق فأبصرت غلاما وضيئا يشع النور من جبينه ،فألقى الله محبته في قلبها ،فتمسكت به ورغبت في حضانته لحكمة أرادها الله ،هي أن يربى في بيت فرعون ،وبين سمعه وبصره ،وليكون موسى هو المخلص لبني إسرائيل من عنت فرعون .
{ليكون لهم عدوا وحزنا ...}
أي: التقط أهل فرعون وحاشيته الوليد من ماء النيل ،ليتحقق ما أراده الله ،في أن يكون هذا الوليد الذي التقطوه وأنقذوه وكفلوه ،هو الذي أوحى إليه برسالة سماوية عادلة ،أمرت بعبادة الله وحده ،لا بعبادة الفرعون ،وحررت الناس من العبودية ،وقاد موسى بني إسرائيل في ليلة معينة ،ونجاه الله من البحر ،وأغرق فرعون .
قال المفسرون ،واللام هنا لام العاقبة والصيرورة ؛لأنهم التقطوه ليكون لهم قرة عين ،فكانت عاقبته أن كان مصدر عداوة وحزن ،كما في قول الشاعر:
وللمنايا تربي كل مرضعة*** ودورنا لخراب الدهر نبنيها
ويرى بعضهم أن اللام هنا يصح أن تكون لام التعليل ؛بمعنى أن الله تعالى بمشيئته وحكمته يسرّ لموسى التقاط آل فرعون له ،وتربيته وكفالته ورعايته ؛ليكون يد القدر في إهلاك فرعون وجنوده ،وليكون ذلك أبلغ في إبطال حذرهم منه ،فقد ربّوه رجاء نفعه أو أن يكون لهم ولدا ،وأراد الله أن يكون وسيلة الانتقام منهم .
{إن فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين} .
فقد ارتكبوا ذنوبا عظاما ،وقتلوا آلاف الأطفال الأبرياء ،وعذّبوا بني إسرائيل واستذلوهم ؛فعاقب الله فرعون وقومه عقابا يستحقونه .
{خاطئين} مرتكبين للخطأ أو مرتكبين للخطيئة والإثم ،ويطلق عليه الخطء بكسر الخاء وسكون الطاء .
قال تعالى:{ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق نحن نرزقهم وإياكم إن قتلهم كان خطئا كبيرا} [ الإسراء: 31] .