/م1
المفردات:
سبحانه: تنزيها له عن الولد والشريك .
القهار: الشديد القهر ،يغلب ولا يُغلب .
التفسير:
4-{لو أراد الله أن يتخذ ولدا لأصطفى مما يخلق ما يشاء سبحانه هو الله الواحد القهار} .
لقد جعلوا لله ولدا ،وجعلوا الملائكة بنات الله ،وادعوا أنه سبحانه تزوج من سراة الجن فأنجبوا له الملائكة ،واتخذوا تماثيل الكواكب والملائكة والأنبياء والصالحين الذين مضوا ،وتوجهوا بالعبادة إلى هذه المخلوقات ،وهي عاجزة عن جلب الخير لنفسها ،أو دفع الضرّ عنها ،فكيف تحقق ذلك لغيرها ،والآية تقول لهؤلاء المشركين: سنسلم جدلا أن الله أراد أن يتخذ ولدا ،فكان الأوفق أن يختار الأفضل وهو الذكر لا الأنثى ،والأمر كما ترى استدراج لهم إلى التفكير السليم ،فالله كامل كمالا مطلقا ،وقديم قدما مطلقا ،والولد صنو أبيه ،والولد لا يكون إلا حادثا ،ومن هنا استحالة الوالدية عليه .
أي: لو أراد اتخاذ ولد ،لاتخذه ابنا ذكرا على سبيل تقدير المستحيل .
{سبحانه هو الله الواحد القهار} .
تنزه الله تنزها مطلقا عن أن يتخذ ولدا ،أو شريكا في الألوهية ،لأن الولد مخلوق لله ،والمخلوق لا يسمى ولدا لخالقه ،ولا يصلح لذلك ،فضلا عن أن يكون شريكا له ،فهو سبحانه واحد أحد فرد صمد ،قادر مقتدر ،قهر الكون والكلّ بملكوته وجبروته وقدرته ،فهو غني عن الشرك والنظير والمثيل ،منزّه عن الولد والوالد .
وقد روى البخاري في صحيحه ،أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"يقول الله عز وجل: يكذّبني ابن آدم وما ينبغي له أن يكذبني ،ويشتمني ابن آدم وما ينبغي له أن يشتمني ،فأما تكذيبه لي فقوله: ليس يعيدني كما بدأني ،وأما شتمه لي فقوله إن لي ولدا"{[584]} .
والآيات تؤكد ما سبق في القرآن الكريم ،من تقرير الألوهية والوحدانية ،وصدق نبوة محمد صلى الله عليه وسلم ،وبطلان الشرك ،والتنديد بالشرك والمشركين .