قوله تعالى:{لو أراد الله أن يتخذ ولدا لاصطفى مما يخلق ما يشاء ...} [ الزمر: 4] الآية .
إن قلتَ: كيف يكون قوله فيها:{لاصطفى مما يخلق ما يشاء} مع أن كل من ادّعى له ولدا ؟ !أو نسب إليه ولدا ،قال: إن الله اصطفاه من خلقه ،فجعله له ولدا({[549]} ) ؟ !
قلتُ: إن جُعل ردّا على اليهود في قولهم: إن عزيرا ابن الله ،وعلى النصارى في قولهم: إنه المسيح ،كان معناه: لاصطفى ولدا من الملائكة ،لا من البشر ،لأن الملائكة أشرف من البشر ،بلا خلاف بين اليهود والنصارى .
أو ردّا على مشركي العرب ،في قولهم: إنه الملائكة ،كان معناه: لاصطفى ولدا من جنس ما يخلق كل شيء يريده ،ليكون ولدُه موصوفا بصفته ،لا من الملائكة الذين لا يقدرون ،على إيجاد جناح بعوضة .
ولا يَرِد على هذا خلق عيسى عليه السلام الطّير ،لأنه ليس بتام ،أو لأنه بمعنى التقدير من الطين ،ثم الله يخلقه حيوانا ،بنفخ عيسى عليه السلام ،إظهارا لمعجزته .