/م32
المفردات:
شاقوا الرسول: عادوه وخالفوه ،وأصله: صاروا في شق غير شقه .
التفسير:
32-{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَشَاقُّوا الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا وَسَيُحْبِطُ أَعْمَالَهُمْ} .
قيل: نزلت هذه الآية في يهود بني قريظة وبني النضير ،حيث تبين لهم في التوراة صدق محمد صلى الله عليه وسلم ،وشاهدوا المعجزات تظهر على يديه ،فأعرضوا عن الإسلام .
وقيل: نزلت في المنافقين ،وقيل: نزلت في كفار قريش ،والأولى أن يقال: إن الآية عامة في جميع هذه الأصناف وأمثالها .
والمعنى:
إن الذين كفروا بالله ورسوله ،ومنعوا الناس من الإيمان ،وزينوا لهم الكفر ،وعادوا رسول الله ،وصاروا في شق وجانب غير جانبه من بعد أن شاهدوا صدقه ،وأدركوا أنه صادق أمين هؤلاء:{لن يضروا الله شيئا ...} فهم أحقر وأذل من ذلك ،لأن الله غالب على أمره ،ولن يضروا دين الله وهو الإسلام ،ولا رسول الله محمدا صلى الله عليه وسلم ،وسيبطل الله كيدهم ،ويمحق تدبيرهم ،ويحفظ رسوله وينصر دينه ،وقد تم ذلك في غزوة بدر ،وفي غزوة بني قريظة ،والأحزاب وغيرها ،ونصر الله الإسلام على الكافرين والمنافقين واليهود وسائر أعداء دين الإسلام .
وفي معنى هذه الآية يقول الله تعالى في سورة الصف:{وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعَى إِلَى الْإِسْلَامِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ( 7 ) يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ( 8 ) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ( 9 )} .( الصف: 7-9 ) .