/م33
فاسجدوا لله: الذي خلقكم .
واعبدوا: اعبدوه دون الآلهة المزعومة كالأصنام وأقيموا وظائف العبادة .
{فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا} .
إنها لصيحة مدوية مزلزلة ،لكل مُعرض لاهٍ متكبر ،أي اسجدوا لله وحده ،واعبدوه مخلصين له الدين ،فهو سبحانه أهل للعبادة والطاعة ،والسجود والخضوع لأمره ،ولا تسجدوا للأصنام ولا للأوثان ،فالكون كله خاضع لأمره .
وقد ورد في الصحيح: أن النبي صلى الله عليه وسلم سجد عند تلاوة هذه الآية ،وسجد معه المسلمون ،والمشركون والجن والإنس ،لقد سجد المسلمون امتثالا لأمر الله واقتداء برسول الله ،وسجد الباقون تعظيما لهذا الكتاب ،وتأثرا به ،وخضوعا لعظمته ،واهتزازا لعاطفة حرّكها القرآن في هذه الآيات المتلاحقة ،القصيرة المتوالية ،التي لا يملك قلب حي ،أو عاطفة سليمة ،أو وجدان يقظ إلا أن ينحني ويسجد ،مأخوذا مبهورا بكتاب الله تعالى .