التفسير:
118- فكلوا مما ذكر اسم الله عليه إن كنتم بآياته مؤمنين .
كان المشركون المكيون يأكلون الميتة ،و يأكلون مما ذكر اسم أوثانهم عليه عند ذبحه ،ويمتنعون عن ذبح البحيرة والسائبة والوصيلة والحام من الإبل ،ويحرمون ذبحها وقد ناقشهم القرآن في هذه السورة كثيرا في أمر ذبائحهم الباطلة ،وتشريعاتهم الباطلة ،التي يزعمون أن الله شرع لهم ما أحلوا وما حرموا .
فأنزل الله هذه الآية آمرا المسلمين أن يخالفوهم ،فيأكلوا مما ذكر اسم الله عليه من الذبائح .
والمعنى: لا تحرموا مما ذكر اسم الله عليه شيئا على أنفسكم ،ولا تمتنعوا عن أكله تدينا لأن كل ما ذكر الذابح عليه اسم الله فهو حلال ،إن كان مما أباح الله أكله .
روى أبو داود بسنده عن ابن عباس .قال: أتى ناس إلى النبي - صلى الله عليه وآله وسلم – فقالوا: يا رسول الله ،إنا نأكل ما نقتل ،ولا نأكل ما يقتل الله ،فأنزل الله – فكلوا مما ذكر اسم الله عليه ...إلى قوله: وإن أطعمتموهم إنكم لمشركون .
وكان المشركون يستحلون الميتة ويرون أن الله هو الذي قتلها فهي أولى بالأكل .
فخاطب الله المسلمين بهذه الآيات مشرعا للمسلمين ناقضا لتشريعات المشركين .