التفسير:
من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ...الآية .
أي: من جاء يوم القيامة بالأعمال الحسنة ،فله عشر حسنات أمثالها في الحسن ،فضلا من الله وكرما .وقد جاء الوعد بسبعين ،وبسبعمائة ،وبغير حساب ولذلك قيل: المراد بذكر العشر: بيان الكثرة لا الحصر في العدد الخاص ( 19 ) .
ومن جاء بالسيئة فلا يجزى إلا مثلها .
أي: ومن عمل عملا سيئا من شرك وغيره ،فعقابه مماثل لما عمل عدلا .
وهم لا يظلمون .بنقص شيء من ثوابهم أو الزيادة في عقابهم .
روى الشيخان عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: يقول الله تعالى: ( إذا أراد عبدي أن يعمل سيئة فلا تكتبوها عليه حتى يعملها ؛فإن عملها فاكتبوها بمثلها ،وإن تركها من أجلي فاكتبوها له حسنة ،وإذا أراد أن يعمل حسنة فلم يعملها فاكتبوها له حسنة ،فإن عملها فاكتبوها له بعشر أمثالها إلى سبعمائة ) ( 20 ) .
قال الشوكاني في فتح القدير:
من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها .وهذا ما أوجبه الله تعالى على نفسه ،وقد يزيد ،كمثل حبة أنبتت سبع سنابل ،وورد في بعض الحسنات أن فاعلها يجازى عليها بغير حساب ( 21 ) .
ومن جاء بالسيئة .من الأعمال فلا يجازى إلا مثلها .من دون زيادة عليها ،على قدرها في الخفة والعظم ،فيجزى على سيئة الشرك بخلوده في النار وفاعل المعصية من المسلمين يجازى عليها بمثلها مما ورد تقديره من العقوبات .
وهذا إن لم يثبت ،أما إذا تاب ،وغلبت حسناته سيئاته ،أو تغمده الله برحمته ،وتفضل عليه بمغفرته فلا مجازاة .
وهم .أي: من جاء بالحسنة ومن جاء بالسيئة لا يظلمون .بنقص ثواب حسنات المحسنين ،ولا بزيادة عقوبات المسيئين .