{168 – وقطعناهم في الأرض أمما منهم الصالحون ومنهم دون ذلك ...} الآية .
توعدهم الله تعالى في الآية السابقة أن يسلط عليهم إلى يوم القيامة – من يسومهم سوء العذاب .
وفي هذه الآية ذكر الحق سبحانه العقاب الثاني: وهو تفريقهم وتمزيقهم جماعات وطوائف وفرقا في أنحاء الأرض ،فلا يكاد يخلو منهم قطر من الأقطار ،فيهم الصالح وغير الصالح .
فالصالحون المحسنون منهم هم الذين آمنوا بموسى عليه السلام ،وآمنوا بالأنبياء بعد موسى وآمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم وآثروا الآخرة على الدنيا ،مثل أولئك الذين نهوا عن الاعتداء عن السبت ،ومثل عبد الله بن سلام وأصحابه الذين أسلموا .
ومنهم من هو دون ذلك في الصلاح ،ومنهم الفسقة الفجرة الذين كانوا يقتلون الأنبياء بغير حق ،ومنهم السمّاعون للكذب الأكالون للحست ،كالرشا والربا لتبديل أحكام الله ،والقضاء بغير ما أنزل الله ،وفي الجملة: معنى: ومنهم دون ذلك .أي: منحطون عن الصلاح ،وهم كفرتهم وفسقتهم .
{وبلوناهم بالحسنات والسيئات لعلهم يرجعون} .
أي: وامتحناهم بالنعم المختلفة من مال وخصب وعافية وولد وغير ذلك من الحسنات .
كما امتحناهم بالمحن المتنوعة من الجدب والتشريد ،والقتل والأسر ،وغير ذلك من السيئات التي تسوءهم .
لعلهم يرجعون إلى طاعة ربهم ،ويتوبون عن فعل السيئات ،وينتقلون إلى فعل الحسنات .